| تفسيرالرسالة إلى أهل رومية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: تفسيرالرسالة إلى أهل رومية الثلاثاء مارس 15, 2011 9:42 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: تفسير الاصحاح الثاني الأربعاء مارس 16, 2011 7:05 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: تفسير الاصحاح الثالث الخميس مارس 17, 2011 11:24 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: تفسيرالرسالة إلى أهل رومية الأصحاح الرابع الجمعة مارس 18, 2011 11:04 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح الخامس السبت مارس 19, 2011 9:42 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح السادس الأحد مارس 20, 2011 11:48 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح السابع الإثنين مارس 21, 2011 3:12 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح الثامن الثلاثاء مارس 22, 2011 11:32 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح التاسع الأربعاء مارس 23, 2011 10:20 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح العاشر الخميس مارس 24, 2011 10:28 pm | |
| آية (1): "أيها الأخوة إن مسرة قلبي وطلبتي إلى الله لأجل إسرائيل هي للخلاص."
في(1:9) نري الرسول حزين عليهم، ولكن الحزن وحده لا يكفي لعودة الخاطئ، لذلك نري الرسول هنا مصلياً لأجلهم بالرغم من عنادهم ليحصلوا علي الخلاص. ومحبة بولس لشعبه وصلاته لأجلهم لم يتوقفا علي الرغم من هجومهم المستمر عليه فشابه صموئيل حين قال "كيف أخطئ إلي الله وأكف عن الصلاة لأجلكم" (1صم23:12). آية (2): "لأني أشهد لهم أن لهم غيرة لله ولكن ليس حسب المعرفة."
هناك غيرة لله ولكن ليس حسب المعرفة= فهناك من يقتل شعب الله ظاناً أنه يقدم خدمة لله (يو2:16). وبولس نفسه سقط هذه السقطة من قبل أع 1:9 ويسقط في هذا كل من له فكر تعصب أعمي دون إتساع قلب في محبة الغير. ولاحظ هنا أن بولس يشهد لهم وهم ألد أعداؤه، فالسيد قال "باركوا لاعنيكم". ومعناها أن نذكر أعداءنا بأحسن ما فيهم. المعرفة= هم يطبقون الناموس في غيرة لله لكن لإثبات بر أنفسهم وليس لكي يمجدوا الله وينسحقوا شاعرين بالإحتياج إليه. آية (3): "لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله."
يثبوا بر أنفسهم= لم يعرفوا عمل الله فيهم. لم يخضعوا لبر الله= هذه ليس معناها أن الله بار، بل البر الذي يهبه الله للإنسان فيجعله باراً بالله. محاولتهم لإثبات بر أنفسهم راجعة لكبريائهم أي فسادهم الداخلي، فحينما تتضخم الأنا وتملأ القلب، لا تطيق آخر في داخله، وحتى إذ تدينت تعمل لحساب ذاتها المغلقة تطلب تثبيت بر نفسها، عوض إتساعها بالحب لتقبل نعمة الله واهبة البر بالإيمان. هؤلاء ظنوا أن الصلاح والبر من عندياتهم وليس هو عطية إلهية، لهذا لم يخضعوا لبر الله إذ أنهم متكبرون. وفي إعتدادهم بذواتهم إحتقروا النعمة، فلما أتي المسيح لم يؤمنوا به. هم طلبوا بر ذواتهم والمجد لذواتهم (يو42:5،44). وفقدوا محبتهم لله لذلك تخلي عنهم (رو28:1 + 2أي1:15،2). آية (4): "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن."
الناموس وُضِع ليمهد للمسيح ويعمل لحسابه، ليكتشف الإنسان ضعفه وإحتياجه لمخلص، إذ هو عاجز عن تنفيذ الوصايا التي في الناموس (أع10:15) هكذا شعر التلاميذ. وكان هذا هو عمل الأنبياء إذ تنبأوا عن مجيء المخلص. فالناموس لم يوضع ليبقي بل ليعمل لحساب المسيح. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ10:19). حتى إذا جاء المسيح يكون الناموس قد بلغ غايته ونهايته. الناموس وُضِع لكيما إذا إستخدمه اليهود بالإيمان، أي بالعلاقة الصحيحة مع الله، فإنه سينتهي بهم حتماً إلي الإستنارة الروحية وإعداد الفكر لقبول المسيح الذي يبرر من يؤمن به= لأن غاية الناموس هي المسيح للبر= أي يكتشف الإنسان إحتياجه للمسيح فيذهب إليه، ومن يفعل بإيمان سيبرره المسيح. لكنهم استخدموا الناموس بطريقة خطأ وأرادوا إثبات بر أنفسهم أي لحسابهم وليس لحساب مجد الله. لذلك رفضوا المسيح وصلبوه. فالناموس لا يبرر بل يقود للمسيح الذي يبرر من يؤمن. آية (5): "لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس أن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها."
الآن التبرير هو فقط بواسطة الإيمان بالمسيح. لأن موسى يكتب عن التبرير الذي يجئ بواسطة الناموس وأعمال الناموس الموسوي قائلاً: "إن الإنسان الذي سيتمم كل وصايا الناموس سوف يحيا وهو وحده الذي يمكن ان يتبرر (لا5:18). علي أن المحافظة علي الناموس بصورة تامة أمر مستحيل وغير ممكن بسبب فساد الطبيعة البشرية، فمن يستطيع أن لا يشتهي ما عند قريبه (الوصية العاشرة). هذه لا يطبقها إلاّ الذي مات عن العالم مع المسيح فزهد في العالم كله. الآيات (6-9): "وأما البر الذي بالإيمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك من يصعد إلى السماء أي ليحدر المسيح. أو من يهبط إلى الهاوية أي ليصعد المسيح من الأموات. لكن ماذا يقول الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها. لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت."
في آية5 حدثنا الرسول عن صعوبة الخلاص بواسطة أعمال الناموس وهنا يتكلم عن الإيمان ليثبت أن طريق الإيمان أسهل من طريق الأعمال والناموس. بل إن مطاليب العهد الجديد تبدو للوهلة الأولي أصعب جداً من مطاليب العهد القديم. فالعهد القديم يوصي بألا تزني، أما العهد الجديد فيمنع النظرة للإشتهاء. ولكن مجرد الإيمان مع محاولة تنفيذ الوصايا سنجد المعونة والعمل الإلهي الذي يبرر. وهذا كان مستحيلاً في العهد القديم الذي يقف ليدين الخاطئ أمّا العهد الجديد ففيه الروح القدس يعين المؤمن. وفي هذه الآيات نجد أن بولس أعاد صياغة ما قاله موسى النبي في (تث11:30-14). وأعاد تفصيل هذه الآيات بإرشاد الروح القدس لتفهم بمفهوم العهد الجديد. فموسى كان يقصد أن يقول لشعبه.. لا تقولوا أن الوصية صعبة أو هي في السماء لا أستطيع أن أصعد إليها، ولا هي في عبر البحر فكيف أسافر إليها بعيداً. وهذا ما قاله الله لقايين عن الخطية "وأنت تسود عليها" لكن ما رأيناه عملياً أن ضعف الإنسان حال بينه وبين تنفيذ الناموس بالكامل فبدا لنا الناموس صعباً. لذلك فهم بولس الرسول أن موسى حين كان يقول هذا عن سهولة الوصية إنما كان يتنبأ عن المسيح، الذي مات بجسده ليعطيني أن أموت وأقوم معه بالمعمودية. فالآن أنا أنفذ الوصية لأن الروح القدس أعطاني إمكانية أن أموت مع المسيح عن الخطية، وأعطاني أن أقوم معه فيعطيني المسيح حياته لأعمل البر، وهذا ما نسميه النعمة. وهذا ما طلبه المسيح أن نحمل نيره أي نرتبط معه، وهو حقيقة من يحمل حمل تنفيذ الوصية. وبولس الرسول رأي في كلمات موسي أن الوصية هي رمز للمسيح، فالمسيح هو غاية الناموس، والناموس في نهايته هو إستعلان شخص المسيح، فرفع بولس كلمة الوصية من آيات التثنية ووضع مكانها المسيح واهب البر. وعبور البحر فهمه بولس الرسول أنه موت المسيح، فأعماق البحر رمز للهاوية مكان الأموات. وقال أن المسيح لم يستمر ميتاً بل قام، وبالتالي أعطاني ألا أمكث مهزوماً من الخطية والموت. وكما أن القيامة من الموت أصبحت سهلة بقيامة المسيح، علينا ألاّ نستصعب إتصال المسيح بنا بعد صعوده، فصعوده للسموات لا يعني إنفصاله عنا، بل هو صعد ليعطينا حياته نحيا بها. إذاً سهولة الوصية الآن راجعة لموت المسيح وقيامته، فصرنا نموت معه ثم نقوم معه ليعطينا حياته فنسلك بها في البر. وكل المطلوب منّا أن نؤمن ثم نقرر أن نصلب مع المسيح "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل20:2). لا تقل في قلبك من يصعد إلي السماء اي ليحدر المسيح= أي لا داعي أن تتصور لزوم وجود المسيح وسطنا الآن بجسده ليمكن لنا أن ننفذ الوصية فالمسيح صعد حقاً لكنه أعطانا حياته لنحيا به في كلماتنا وتصرفاتنا وكل مشاعرنا وأحاسيسنا. المسيح أرسل الناموس بواسطة خادم، أمّا النعمة فجاء بنفسه من أجلها. جاء ليعطينا قوة قيامته عاملة فينا، ويسكن فينا البر ليزداد برنا علي بر الفريسيين. والمسيحي إبن إبراهيم بالإيمان يؤمن أن المسيح قادر أن يقيمه من موت الخطية، ويعطيه حياة مقامة في المسيح. والروح القدس الذي أوحي لموسي بما قاله هو الذي فسر وشرح ما قيل لبولس. فبولس إقتبس كلمات موسي وأعطاها مسحة إنجيلية ليظهر أنه لا داعي أن نصعد للسماء ولا أن نموت ونهبط للهاوية فهذا صنعه المسيح ليبررنا. وفي آية9 لأنك= صحة ترجمتها وهي... وهذه راجعة لكلمة الإيمان التي نكرز بها في آية8. فما هي كلمة الإيمان التي يكرز بها الرسل= إن إعترفت بفمك.. وآمنت بقلبك = القلب يشير للحياة الداخلية والفم يشير للحياة الظاهرة. وإيماننا يمس أعماقنا الداخلية وتصرفاتنا الظاهرة. الإيمان هو المدخل للبر والتقديس والمجد. وبدون القلب يصير إعترافنا الظاهري لغواً وتعصباً وشكليات. وبدون الحياة العاملة والاعتراف الظاهر يكون إيماننا ميتاً (رسالة يعقوب) فلا ننعم بالمكافأة والإعتراف بالفم هو ما قال عنه السيد المسيح "كل من يعترف بي قدّام الناس أعترف أنا أيضاً به..." والإعتراف بالفم ليس بالكلام فقط، بل بالحياة والأعمال (مت16:5). بل في الإعتراف حتى الموت ثمناً لهذه الشهادة كما فعل الشهداء. ولاحظ أنه لا يستطيع أحد أن يشهد للمسيح حتي الموت إن لم تكن له حياة مسيحية في قداسة وفي محبة لله. هنا تكون الحياة التي نحياها متفقة مع الإيمان الذي في القلب. والإعتراف بالفم يعني أن إسم المسيح يملأ الفم ولا يعلو عليه إسم آخر. وأن إسم المسيح قَدَّسَ الحياة والفم، فلا تعظيم إلاّ للمسيح ولا خوف سوي منه ولا رجاء إلاّ فيه ولا شهوة إلاّ له. وهذا يساوي أن الإنسان مات مع المسيح وقام. وهذا هو الخلاص إن إعترفت.. وآمنت... خلصت. وفي أية8 وفي قلبك= هذا ما يعمله الروح القدس الذي يسكب المحبة في القلب (رو5:5) فنلتزم بالوصايا. آية (10): "لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص."
لأن القلب يؤمن به للبر= فأول خطوة للتبرير هي الإيمان. والمعني إنك سوف تتبرر لأنه بقلبك إذا آمنت فإنك ستحصل علي البر ثمرة لهذا الإيمان، لأن المسيح سيكون في القلب فتتحول أعضاؤنا بدلاً من أن تخدم الخطية، لتخدم الله. إيمان القلب هو تكريس للنفس (العقل والإرادة) والفم يعترف به= في الصلاة والتسبيح والإعتراف أمام الناس، وهذا هو تكريس الجسد. وهذه تعني أيضاً أنه بحياتك تعترف بالمسيح، أو بالأحرى "حياة المسيح فيك" وتعني إعتراف الفم الأعمال الصالحة الناشئة عن حياة المسيح فينا. تكريس النفس أو الإيمان بالقلب تعني خضوع العقل والإرادة خضوعاً داخلياً مخلصاً. وتكريس الجسد أي إعتراف الفم تعني أن أعضاء جسدي صارت آلات بر. وهذا التكريس الكلي بالنفس والجسد هو طريق التبرير والخلاص وينسب البر للإيمان فالإيمان هو المدخل للتبرير، ولكن الإيمان قد يكون ميتاً، فلا نكمل الطريق للخلاص. والإيمان يكون حياً لو كان هناك أعمال. لذلك نسبت الأعمال (الفم يعترف به..) للخلاص. آية (11): "لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى."
مقتبسة من (إش16:28) (سبعينية). والمعني أنت سوف تنال الخلاص لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزي أي سيتحقق له الخلاص لأن بأعمال الناموس يمكن أن نخزي، إذ نعجز عن أن نتبرر، أما الإيمان الحي فلن يُخزِي. ولاحظ قوله كل= فهي تشير لعمومية الخلاص، فلماذا يرفض اليهود الأمم وكتابهم يشير لخلاصهم. لا يخزي= من آمن بالمسيح سيكون له المجد والحياة الأبدية، أما المتعلق بالناموس كطريق للخلاص فسيخزي لأنه لم ولن يوجد من التزم بالناموس بالكامل. والآية جاءت في ترجمات أخرى "كل من يؤمن به لا يهرب"= أي يهرب من الآلام، فهو لن يخزيه إرتباطه بالمسيح المصلوب المتألم المرفوض، ويزداد تعلقاً به مع زيادة الألم. الآيات (12،13): "لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن رباً واحداً للجميع غنياً لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص."
لأن رباً واحداً للجميع= هذه عائدة علي "كل" في الآية السابقة. الرسول هنا يعالج رفضهم حب الله الشامل للجميع يهوداً وأمماً. ويقول أن الله هو رب الجميع، خالق الجميع، إذاً هو مسئول عن الجميع. ولذلك سيقبل الجميع، كل من يؤمن، من اليهود أو اليونانيين. وإستند بولس الرسول علي آية أخري من يوئيل إن كل من يدعو بإسم الرب يخلص= (32:2). طبعاً لا أحد سوف يدعو إن لم يؤمن أولاً ثم يدعو بإسم الرب. فالوعد هنا في يوئيل هو للكل أيضاً، لكل من يصلي مؤمناً بالرب. الآيات (14،15): "فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز. وكيف يكرزون إن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما اجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات."
الرسول يوجه اللوم لليهود ويفضح تقصيرهم، إذ كان المفروض أن يكونوا نوراً للعالم، وبمعرفتهم للرب أولاً كان يجب أن يكونوا سفراء للعالم كله، ويقوموا بدور كرازي، ويعلنوا الله لهم. لكن بسبب كبريائهم وبرهم الذاتي، دخلوا في مناقشات غبية بتشامخ وكبرياء ضد الأمم.فكانوا عثرة للأمم وسبب نفور الأمم من الله. والآن لقد أتي الله ليقبل الأمم، واليهود يرفضون ذلك، بينما أن المفروض أن إيمان الأمم بالله يسعدهم. لأن إسم الله يتمجد في العالم، هذا إن كانوا يحبون الله فعلاً، لكن هم كانوا يحبون أنفسهم، وهذا معني أنهم يطلبون بر أنفسهم. هم كانوا بناموسهم الذي يشهد للمسيح، قادرين أن يكتشفوا المسيح ويكرزوا به للأمم، لكنهم للأسف بسبب كبريائهم لم يقوموا بدورهم الذي أراده لهم الله. فكيف يدعون= هذه راجعة للآية13 كل من يدعو بإسم الرب.. وهنا يتساءل بولس الرسول كيف يدعوا الأمم الله لكي يخلصوا وهم لم يؤمنوا به وحتى يؤمنوا بالله كان يجب أن يسمعوا به= وهذا لم يحدث لأنه لم يوجد كارز يعرفهم بالله فيؤمنوا به ثم يدعون بإسمه فيخلصون. هنا الرسول يلوم اليهود، إذ كان عليهم بسابق معرفتهم بالله أن يكونوا أول المؤمنين بالمسيح، بل كارزين به للعالم أجمع، لكن عوضاً عن ذلك إذ بهم يسدون آذانهم حتى عن نبوات أنبيائهم، فلم يعرفوا المسيح، ولم يؤمنوا به، ولم يكرزوا به. لم يُرسلوا= لم يرسلهم الروح القدس بواسطة الكنيسة ليكرزوا، وكيف يخدم إنسان كسفير مالم يقدم أوراق إعتماده. والملك لا يُرسل سفيراً ما لم يكن أهلاً لذلك. فالله لم يُرسلهم للكرازة إذ أنهم لا يستحقون بسبب كبريائهم. وهنا يشير الرسول للخدمة القانونية التي تستلزم خادماً رُسِمَ بالطريقة القانونية. والذي يرسل الخدام هو رب الحصاد ولكنه يترك هذا لقادة الكنيسة حتى يحكموا علي مقدرته وصلاحياته، ولا يترك لكل إنسان أن يحكم علي نفسه، وذلك يؤول لحفظ نظام الكنيسة فهم الذين أُعْطوا السلطان (الله أعطي السلطان للكنيسة) لإقامة الخدام، وبهذا تحتفظ الكنيسة بخلافة الرسل. ولذلك رأينا أنه بينما إختار الله بولس وبرنابا للكرازة، قامت الكنيسة بوضع اليد عليهما لترسلهما (أع2:13،3) وحينما خَسِر اليهود دورهم ككارزين وسط الأمم خسروا بركات أن يكونوا المبشرين بالسلام (إش7:52). وهذه الآية قيلت عن خلاص إسرائيل من سبي بابل، لكن بولس رأي فيها ما هو أبعد من ذلك، رأي أنها تشير لمن يبشر بالسلام الذي تحقق بدم المسيح بين الله والناس. والذي يبشر بالمسيح هو يبشر بالسلام فالمسيح ملك السلام. وما أجمل أقدام المبشرين= في نظر سامعيهم. هم خسروا هذه البركات. آية (16): "لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل لأن إشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا."
عدم إيمان اليهود بالمسيح، هذا كان النبي إشعياء قد تنبأ به من قبل (1:53) فقليلون هم الذين صدقوا وآمنوا. قد أطاعوا الإنجيل= ليس المهم أن نسمع ونعرف بل أن نطيع. من صدق خبرنا= من يؤمن بكلمات الكرازة. آية (17): "إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله." إذاً الإيمان بالخبر= الخبر في الإنجليزية HEARING أي سماع. وكلمة الخبر هنا راجعة علي كلمة خبرنا في الآية السابقة. والمعني أنه لابد من الإستماع لكلمة الله حتي يؤمن الإنسان، فبداية الإيمان ونموه تأتي من السماع، سماع كلمة الله= الخبر بكلمة الله. ولأن الخبر هو كلمة الله فمن يرفض الكلمة التي كرز بها الرسل، فإنه يرفض الله. تأمل: هناك أخبار حلوة كثيرة هي وعود من الهنا السماوى ليس فقط فيما يخص ميراثنا السماوى ولكن أيضاً فيما يخص بحمايته لنا وعنايته بنا وتدبيراته لكل امور حياتنا على الأرض. ونحن نحيا لنختبر صدق هذه المواعيد أي صدق هذه الأخبار وكلما نرى ونختبر صدق هذه المواعيد يزداد إيماننا بالله. وبهذا يتحقق قول الآية الإيمان بالخبر. آية (18): "لكنني أقول ألعلهم لم يسمعوا بلى إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم."
ولكنني أقول هل اليهود لم يسمعوا كلمة الله. بكل تأكيد هم سمعوا. لأن صوت الكارزين ببشارة الخلاص قد ذاع ووصل إلي كل الأرض. وأقوال الكرازة قد وصلت إلي أقاصي المسكونة. فبولس هنا يثبت علي اليهود أنه لا عذر لهم في رفض الكلمة، لكنهم هم سامعين لا يسمعون (مت13:13). ولقد إقتبس الرسول من (مز5:19). ولكن المزمور كان يتكلم عن شهادة الفلك والطبيعة لله، فالكواكب بنظامها العجيب تنطق بوجود الله، لكن بولس فهم المزمور أنه عن شهادة الرسل وكرازتهم التي بلغت أقاصي المسكونة (مر15:16 + مت19:28). فكما رتب الله أن تذاع أعماله في الخليقة عن طريق الشمس والقمر والكواكب، هكذا رتب الآن أن تذاع أعمال الفداء وأعمال محبته لكل العالم بواسطة كرازة الرسل، لذلك يسمي الرسل كواكب. آية (19): "لكني أقول ألعل إسرائيل لم يعلم أولاً موسى يقول أنا أغيركم بما ليس أمة بأمة غبية أغيظكم."
هو يقصد أن إسرائيل سمع وعلم. ولكنه لم يريد أن يفهم لأن الأمم سمعوا وفهموا وآمنوا. فكان يليق باليهود الذين لهم الأنبياء والعلامات أن يفهموا. والله يغيظهم بقبوله للأمم لعلهم يرجعوا ويؤمنوا. فالله لم يغلق بابه إذاً أمام اليهود. ولكن عناد اليهود أفقدهم وجودهم كأمة، ودخل بدلاً منهم الأمم. وبولس يقتبس من (تث21:32) قول موسى بأمة غبية أغيظكم= فالأمم كانوا أمة غبية لإلتصاقهم بالأوثان، فمهما سمت حكمة الشعوب الوثنية فهم بعيداً عن الله لا تزيد حكمتهم عن كونها غباء. ونري غيظ اليهود من قبول الأمم في أع45:13 + 5:17 + 13:17 + 22:22). اليهود كانوا كالأخ الأكبر الذي تضايق من عودة أخيه الأصغر، الإبن الضال. آية (20): "ثم إشعياء يتجاسر ويقول وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهراً للذين لم يسألوا عني."
إن إشعياء وهو واحد من اليهود، وكان يحتقر عبدة الأوثان، إلاّ أنه يتجاسر ويقول علي لسان الرب. وجدت من الذين لم يطلبوني= (إش1:65-3) أي صرت إلهاً للأمم. فإشعياء تنبأ هنا عن قبول الأمم. آية (21): "أما من جهة إسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي إلى شعب معاند ومقاوم." تابع نفس نبوة إشعياء (1:65-3). هنا نري الله طول النهار= أي علي الدوام كأب غيور رحيم يمد يده ليحتضن هذا الشعب إلاّ أنهم رفضوا. بسطت يدي= فيها إشارة للصليب حيث بسط المسيح يديه يطلب المصالحة ويريد أن يحتضن الكل، يبحث عمن يلبي النداء. طول النهار= أي أن الزمان محدود، فالنهار يعقبه ليل، والليل إشارة لغضب الله (راجع يو30:13 قول الكتاب عن يهوذا حين دخله الشيطان إذ كان الرب قد رفضه فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت. وكان ليلاً). والنهار محدد بساعات محدودة. فالله لا ينتظر دائماً (نش2:5-6) في النشيد نجد الحبيب تحول عن محبوبته (إذ طال إنتظاره) وعبر. إن رحمة الله العجيبة عجيبة جداً لأن صلاحه لم يغلبه شر الإنسان، وشر الإنسا ن لعجيب جداً لأن شره لم يغلبه صلاح الله. | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح 11 الجمعة مارس 25, 2011 10:24 pm | |
| | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| |
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| |
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| |
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: انجيل متى الأصحاح 15 الثلاثاء مارس 29, 2011 8:35 pm | |
| الإصحاح السابق اهتم بوضع الأطعمة المحللة والمحرمة، واهتم بأن كل واحد لا يعثر أخيه ولا يدين أخيه بل نقدم المحبة علي المعلومات وأن نقبل الأشياء البسيطة ولكن هذا الكلام لا ينطبق علي العقائد، فلا يصح أن تقبل الكنيسة إيماناً مشوهاً بحجة المحبة، وكأمثلة لما يمكن أن نقبله بمحبة "من ضربك علي خدك الأيمن..." أي سامح فيما هو يخصك لا فيما يخص العقيدة "البتولية والزواج00" أختر ما تريد "وطوبى لمن لا يدين نفسه فيما يستحسنه " من سخرك ميلاً فسر معه أثنين حتى تربح أخيك للإيمان. إذا ملخص الإصحاح السابق أن نتغاضى عن الأشياء الصغيرة التي عند الضعفاء المتشككين حتى نكسبهم للمسيح لكن ليس علي حساب الإيمان المسلَّم مرة للقديسين (يه3). ولكن هذا الإصحاح السابق يبدأ بما أسماه الرسول سر المسيح أي قبول الأمم في الكنيسة مع اليهود الذين يؤمنون. وطلب الرسول هنا أن يحيا الكل في محبة وتوافق وإنسجام (هارموني) فينسكب عليهم الروح القدس "هوذا ما أحسن وما أحلي أن يجتمع الأخوة معاً. مثل الدهن الطيب علي الرأس النازل علي اللحية. لحية هرون" (مز 1:133، 2). 1. الزيت (رمز للروح القدس ) والرائحة الزكية ( رمز للمسيح 2كو15:2). واللحية هي الكنيسة المجتمعة في محبة. تخرج منها إذاً رائحة المسيح الزكية التي تجذب الآخرين. 2. كل عضو في الكنيسة له عمل (نغمة معينة) فلو كان الكل لهم فكر واحد لكان الجميع في هارموني، الكل يعمل عمله فيخرج من هذه الكنيسة صوت المسيح الحلو– يجذب الآخرين. 3. كل واحد له موهبته، وهَبْ أن كل موهبة لها لون من ألوان الطيف فلو إهتم كل واحد أن يستخدم موهبته لمجد إسم المسيح لإجتمعت ألوان الطيف وخرج منها اللون الأبيض، لون المسيح شمس البر. هنا نري الكنيسة قد تجمعت من أمم ويهود والرسول يقول أنه علي الكنيسة أي كل عضو فيها أن يقبل الآخر بانفتاح قلب محتملين ضعف الضعفاء أياً كان ماضيهم فيخرج من الكنيسة صوت ورائحة ولون المسيح الحلو. نحن الأقوياء= الله هو الذي أعطانا الإيمان القوي وهذا دين علينا أن نسدده، بأن نتحمل ضعف الضعفاء= فالله نزل الينا يحمل ضعفنا ليرفعنا لكمال قوته وبهائه ومجده فلنحتمل نحن ضعف إخوتنا إن كان المسيح قد احتملنا وهو الذي لا يقصف قصبة مرضوضة (علي أن لا نقبل إيماناً مشوهاً) ولا نرضي أنفسنا= علينا أن لا نفعل فقط ما تحبه نفوسنا وما يرضيها. آية (2): "فليرض كل واحد منا قريبه للخير لأجل البنيان." علينا أن نفعل ما يرضي الآخرين ولما فيه خيرهم وبنيانهم (وليس لأجل الخطية) ونموهم في الفضيلة. آية (3): "لأن المسيح أيضاً لم يرض نفسه بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علي." المسيح لأجلنا تجسد وإفتقر وتألم ولم يكن له أين يسند رأسه، وعاش علي المساعدات، ورفض الملك، وأطاع حتى الصليب وغسل الأرجل.. هو أخلى ذاته محتملاً ضعفاتنا. فالذي له كل المجد قبل هذا أفلا أقبله أنا لأربح أخي. بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت عليَّ: 1. قالوا للمسيح علي الصليب إن كنت إبن الله أنزل.. خَلَّصَ آخرين ولم يقدر أن يخلص نفسه، فالمسيح إحتمل التعيير علي الصليب. 2. بل أن كل خطايا العالم هي موجهة لشخص الآب، وعلي الصليب إحتمل المسيح كل هذه التعييرات والإهانات التي وجهها العالم لشخص الآب. ومات المسيح مصلوباً ليحمل خطايا الجميع بالإضافة للتعييرات التي وجهت لشخص المسيح. والآية من (مز9:69،10). ومعني كلام بولس لهم أنكم أنتم الأقوياء صرتم هكذا أقوياء لأن المسيح إحتمل التعيير (للآب ولهُ) حاملاً ضعفكم وعار خطاياكم. إذاً فلنسند نحن الضعفاء كما فعل المسيح معنا. 3- بسبب خطايا اليهود كان الامم يسخرون من الههم وهذه تعييرات لله حملها المسيح علي صليبه. وحتي الان فكل خطايانا هي تعييرات يحمله، لذلك قال " ليري الناس اعمالكم الصالحة فيمجدوا ابوكم الذي في السموات. آية (4): "لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء." لأن كل ما كتب= هذا المزمور الذي أشار إليه في آية3 وغيره بل كل ما كتب في العهد القديم كتب لأجل تعليمنا. فالعهد القديم ليس مجموعة من القصص والأقوال، بل هو رمز للمسيح وشهادة له، لتعليمنا وتحذيرنا وتعزيتنا في وقت الألم ولنتمسك بالرجاء المقترن بالصبر والتقوية التي تعطيها الكتب المقدسة. الآيات (5،6): "وليعطكم إله الصبر والتعزية أن تهتموا إهتماماً واحداً فيما بينكم بحسب المسيح يسوع. لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد." الرسول هنا يتوقف للصلاة، فالكلام والوعظ بدون صلاة يصير بلا فائدة ولا فاعلية. فالوعظ يخاطب الأذن، أمّا الله فيخاطب القلب. ونلاحظ أن الرسول في آية4 نسب الصبر والتعزية للكتب المقدسة ونسبها هنا لله كمصدر لها، فهو إله الصبر والتعزية. فالمصدر هو الله، لكنهما يصلان أيضاً لنا عبر الكتاب المقدس. وصلاة بولس أن يهتموا اهتماماً واحداً= وهذه الكلمة تعني إنسجام الفكر بحيث لا يطغي فكر علي فكر. هذه الكلمة تعني هارموني (اهتماماً واحداً) والهارموني في الموسيقي هو أن يكون هناك عدة نغمات وعدة أصوات من آلات متعددة ولكنها كأنها صوت واحد، أي تعطي لحناً جميلاً من نغمات مختلفة لكنها متوافقة ولو لنا كلنا فكر المسيح، ولنا هدف واحد هو مجد المسيح يحدث هذا الإنسجام. فمثلاً هناك أنشطة متعددة للخدام داخل الكنيسة، ونجد كل خادم له نشاط يميزه ( ألحان / ترانيم / درس كتاب / تاريخ كنيسة / طقوس / إدارة / خدمة مرضي ومسنين / تدريس دروس مدرسية للطلبة..) لو الكل أدي دورة باحثاً عن مجد المسيح، وهذا هو الفكر الواحد يحدث الهارموني أو الإنسجام ويظهر المسيح في هذه الكنيسة. ولو حدث هذا نكون بحسب المسيح يسوع= أي وفق مشيئته.وبهذا تمجدوا الله= كما نصلي "ليتقدس اسمك" والله يتمجد لو كنا نخدمه ونعبده ونسبحه بروح واحد ولسان واحد، أي يكون لنا الفكر الواحد بلا شقاق ولا نزاع. بنفس واحدة= تشير لوحدة الإرادة وهدف المسيح هو الوحدة بين المؤمنين (يو21:17-23). وفم واحد= أي يكون هناك إعتراف بحق الله ونسبحه بالفم، هنا نري قلوب متحدة وأفواه متحدة بمحبة هدفها مجد الله، وهذا ما يطلبه الله. آية (7): "لذلك إقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضاً قبلنا لمجد الله." أقبلوا بعضكم= إن كان المسيح قَبِلَنَاَ فهل لا نقبل بعضنا البعض. المسيح سامحنا في 10.000وزنة فهل لا نسامح إخواتنا في 100 دينار. لمجد الله= أي أن المسيح قبلنا لنمجد الله (وبهذا نتمجد نحن في الدهر الآتي) والله يتمجد إن اعترفنا بالمسيح وآمنا به. إذاً ليقبل القوي الضعيف وليقبل الضعيف القوي، واليهود يقبلون الأمم والأمم يقبلون اليهود. آية (: "وأقول أن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء." خادم= المسيح أتى ليَخِدم لا ليُخدَم. خادم الختان= أي أن المسيح أكمل الناموس ونفذه وإختتن هو نفسه، وهو كان من اليهود الذين يختتنوا (هو جاء لخاصته ولكن خاصته لم تقبله) فكيف يُحْتَقَرْ اليهود والمسيح منهم وهو التزم بناموسهم. من أجل صدق الله= الله أعطي وعداً لإبراهيم وكان مجيء المسيح ليكمل هذا الوعد، وليحمل الغضب عن الساقطين الذين خانوا العهد من أولاد إبراهيم. في هذه الآية نري المسيح يقبل اليهود وفي الآيات القادمة نجده يقبل الأمم، إذاً إن كان المسيح قبل اليهود والأمم، وصار الجميع في المسيح فليقبل كل واحد الآخر. آية (9): "وأما الأمم فمجدوا الله من أجل الرحمة كما هو مكتوب من أجل ذلك سأحمدك في الأمم وأرتل لاسمك." هنا نري الله يقبل الأمم. وأما الأمم فمجدوا الله= بإيمانهم بالمسيح. هم مجدوه من أجل مراحمه لهم إذ قبلهم= من أجل الرحمة= وهذا أيضاً سبق وأشار إليه سفر المزامير (18: 49) فهذا المزمور نبوة بأن الإنجيل سيكرز به وسط الأمم وسيسبح الأمم المسيح علي رحمته. سأحمدك= هنا المسيح كرأس لكنيسته يتكلم باسم كنيسته من الأمم ويوجه شعبه لتسبيح وشكر الآب. آية (10): "ويقول أيضاً تهللوا أيها الأمم مع شعبه." كان اليهود لا يسمحون للأمم أن يشتركوا معهم في أعيادهم، ولكنهم بالمسيح صار الكل شركاء في آلام وفرح الكنيسة، صاروا شركاء تسبيح لله (تث43:32) آية (11): "وأيضاً سبحوا الرب يا جميع الأمم وإمدحوه يا جميع الشعوب." هذه من( مز1:117). لقد سبح الأمم آلهتهم زماناً والآن يسبحون الله. آية (12): "وأيضاً يقول إشعياء سيكون أصل يسى والقائم ليسود على الأمم عليه سيكون رجاء الأمم." هذه من( أش1:11). ونبوة إشعياء معناها أن يسي سيكون مثل الأصل الذي يتفرع منه نسل جديد، والمسيح الذي سيجيء من هذا الأصل سيؤمن به الأمم. والآيات من (أش1:11،10) (سبعينية). آية (13): "وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس." في الآيات السابقة (8-12) رأينا الله يقبل اليهود والأمم، الله قبلهما كليهما، فعليهما إذاً أن يقبلوا بعضهما البعض ويعيشوا في محبة وإذاً إمتلأ الجميع محبة سيمتلئ الجميع من الروح القدس الذي سيملأ الجميع فرح ورجاء. آية (14): "وأنا نفسي أيضاً متيقن من جهتكم يا إخوتي أنكم أنتم مشحونون صلاحاً ومملوؤون كل علم قادرون أن ينذر بعضكم بعضاً." نلاحظ رقته في الحديث هنا بعد ان سبق وأنبهم وذلك ليشجعهم ويصفهم هنا بأنهم مشحونون صلاحاً بعد أن قال عن الأمم أنهم مملؤون من كل أثم (رو29:1-31) ولكن النعمة تغير من حال إلى حال. وبالرغم من أنه سمع عنهم فقط نجده يقول أنه متيقن، "فالمحبة تصدق كل شيء" (1كو7:13). ونسب لهم موهبة الكلام والوعظ قادرون أن ينذر بعضكم بعضاً. آية (15): "ولكن بأكثر جسارة كتبت إليكم جزئياً أيها الاخوة كمذكر لكم بسبب النعمة التي وهبت لي من الله." بأكثر جسارة= هذه نابعة من شدة الغيرة والمحبة لهم. جزئياً= ترجمتها في بعض الأجزاء من الرسالة، أي أنه كان متجاسراً عليهم في بعض أجزاء الرسالة ( خصوصاً الإصحاحات1-3 ) كمذكر لهم= لاحظ تواضع الرسول فهو يقول لهم أنتم تعرفون كل ما كتبته، إنما كتبته لأذكركم ونحن للآن وبعد 2000 سنة نحاول أن نفهم هذه الرسالة. آية (16): "حتى أكون خادماً ليسوع المسيح لأجل الأمم مباشراً لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولاً مقدساً بالروح القدس." هي إمتداد لآية15 فالنعمة التي وهبها الله له، وهبها له لكي يخدم الأمم =حتى أكون خادماَ ليسوع لأجل الأمم. ككاهن= بولس كاهن مُنِحَ سر الكهنوت بوضع الأيدي بعد أن إختاره الله هو وبرنابا (أع2:13،3) وهو إستغل فكرة أنه كاهن، والكاهن عمله أن يقدم ذبائح ( دموية في العهد القديم، وإفخارستية في العهد الجديد) وقال أنه يقدم الأمم ذبائح حية بسكين عقلية ( العبادة العقلية). بولس هنا يصور علي أنه يقدم الأمم ذبيحة بكلمة الله التي هي سيف ذي حدين (عب12:4) تعمل عملها في الإنسان وتحوله لذبيحة حية مقدسة مقبولة لدي الله لذلك يُصوَّر بولس الرسول في الغرب وهو ممسكاً في يده سيف الذي هو سيف الكلمة، يقدم الأمم به ذبيحة ليصيروا مقبولين بالروح القدس= أي ليس فقط إيمانهم بل بسلوكهم بالروح. الآيات (17،18): "فلي إفتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله.لأني لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لأجل إطاعة الأمم بالقول والفعل." فلي إفتخار في المسيح= بولس يفتخر بكهنوته وخدمته التي أعطاها له الله، ولا يفتخر بنفسه، وعمله الذي يفتخر به هو كهنوته وكرازته وأن الله إئتمنه علي هذه الخدمة وإعتبر هذا كرامة له أنه يعمل عند الله. قصة: ذهب كاهن حديث لأبيه الروحي يتحدث في ندم عن تركه عمله الذي في العالم إذ كان عمله مهماً، فقال له أبوه الروحي: "ماذا تركت لقد تركت نفاية، وأخذت مجد خدمة المذبح وحمل جسد المسيح بين يديك" بولس هنا لا ينظر للإهانات التي توجه له الآن بل ينظر في إيمان ورجاء للمجد المعد له. وقوله في المسيح يشير لأن المسيح وحده هو الكاهن الحقيقي وليس كهنوت سوي في المسيح. ولا يوجد راعي سوى في المسيح ولأجل المسيح، يسوع هو الكاهن الأعظم الحقيقي ونحن الكهنة ليس إلاّ أدوات في يده. من جهة ما لله= العمل والكرازة والخدمة وخلاص النفوس، كل هذا هو عمل الله، والله أيد البشارة والكرازة. آية (19): "بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله حتى أني من أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح." بقوة روح الله= هذه التي جعلت الكرازة فعالة الليريكون= إقليم واقع شرق بحر الإدرياتيك غالباً بلغاريا. هو يشرح ويقدم لهم خدمته ليصلوا عنه. ونلاحظ أن الله أيده ودعمه بواسطة عمل معجزات أيضاً. آية (20): "ولكن كنت محترصاً أن أبشر هكذا ليس حيث سمي المسيح لئلا أبني على أساس لآخر." هو لا يطلب الشهرة أو المجد أو الخدمة السهلة. بل هو يتمني أن يكون أداة في يد الله لتصل كلمة الكرازة لكل العالم الوثني الذي لم يصل إليهم أحد قبله. هو لا يريد أن يتعدي حقوق الآخرين ويسلب إستحقاقاتهم وأتعابهم. وبناء علي هذه الآية فبطرس إذاً لم يكن موجوداً في روما، ولا هو أسس كنيسة روما. آية (21): "بل كما هو مكتوب الذين لم يخبروا به سيبصرون والذين لم يسمعوا سيفهمون." أنني أبشر بالإنجيل وسط الأمميين وعابدي الأوثان ليصل الإنجيل لكل إنسان وتتحقق نبوة إشعياء (إش15:52) لذلك فأنا أبحث عن المكان الذي لم يبشر فيه بإسم المسيح لأذهب له. آية (22): "لذلك كنت أعاق المرار الكثيرة عن المجيء إليكم." هنا يعبِّر لهم الرسول عن اشتياقه للذهاب إليهم في روما. ولكن الله كان يكلفه بالكرازة في أماكن أكثر احتياجاً للكلمة من روما. فالعناية الإلهية تتحكم في أمور الخدمة والكرازة. فالله يعرف من هو الأكثر إحتياجاً. الله كان يعرف أن في روما أناساً يعرفون المسيح، لكن هناك أماكن كثيرة مازالت لم تسمع عن المسيح. آية (23): "وأما الآن فإذ ليس لي مكان بعد في هذه الأقاليم ولي إشتياق إلى المجيء إليكم منذ سنين كثيرة." كان الرسول يتكلم من اليونان، و يري أنه بشر في معظم أقاليمها، وله إشتياق الآن أن يذهب إلى روما عاصمة العالم الوثني آنذاك. آية (24): "فعندما اذهب إلى أسبانيا آتى إليكم لأني أرجو أن أراكم في مروري وتشيعوني إلى هناك أن تملأت أولاً منكم جزئياً." فعندما أذهب إلى أسبانيا= كانت نيران الكرازة تلتهب في داخله ويريد أن يخدم الإنجيل في كل العالم. تملأت= هي كلمة تقال من الأب والأم لأولادهما وتعبر عن شدة المحبة وتعني أريد أن أملأ عيني منكم وتعني أنني سأستمتع بلقائكم. جزئياً= تعني أنه مهما أقام في وسطهم فإنه لا يمكن أن تشبع نفسه من رؤيتهم، ومهما نظر لهم فإن شبعه سيكون جزئياً. آية (25): "ولكن الآن أنا ذاهب إلى أورشليم لأخدم القديسين." لأخدم القديسين= لم يقل لأعطيهم فما يفعله هو خدمة، وهو بهذا يعتذر عن أنه لم يأتي إلى روما بسبب إنشغاله بخدمة فقراء أورشليم الذين سُلِبَتْ أموالهم هنالك (عب34:10). فليس غريباً أن يكون هناك فقراء في أورشليم. وربما نشأ هذا عن مجاعة حدثت أيام كلوديوس قيصر (أع28:11-30). وهذه المجاعة أثرت خصوصاً علي إسرائيل. آية (26): "لأن أهل مكدونية وأخائية إستحسنوا أن يصنعوا توزيعاً لفقراء القديسين الذين في أورشليم." إستحسنوا= أي فعلوا هذا بدون ضغط. يصنعوا توزيعاً= شركة القديسين. وأليس غريباً أن يكون القديسين فقراء، حقاً كثيراً ما يغضب العالم عمن يرضي عنهم الله. وكان بولس سوف يحمل هذه الهبات والعطايا إلى أورشليم. ولكنه هو هنا لا يدعوهم للعطاء من أجل أورشليم، وإلا لكان قد ذهب إلى روما أولاً. لكن الرسول يقصد أن يشرح لأهل روما مفهوم الجسد الواحد بين اليهود والأمم. فأهل مكدونية وأخائية (إقليمين يكونان معاَ اليونان) وهم من الأمم يشتركون مع أهل أورشليم وهم يهود أصلاً وذلك ليتعلم أهل روما أمماً ويهود أن يتعايشوا بمحبة. آية (27): "إستحسنوا ذلك وأنهم لهم مديونون لأنه أن كان الأمم قد اشتركوا في روحياتهم يجب عليهم أن يخدموهم في الجسديات أيضاً." استحسنوا= بحريتهم وليس من رجاء لبولس لهم ولا بإيحاء منه. هذا فضل منهم، ومن ناحية أخري فإن أهل مكدونية مديونون لأهل أورشليم الذين هم يهود أصلاً، فمن اليهود خرج المسيح والأنبياء والكتب المقدسة والتلاميذ والرسل، وانحدرت النعمة لكل العالم وللأمم. لذا صار واجباً علي الأمم أن يشتركوا في إحتياجات أورشليم المادية لأنهم نالوا من خيرات أورشليم الروحية. آية (28): "فمتى أكملت ذلك وختمت لهم هذا الثمر فسأمضي ماراً بكم إلى أسبانيا." ختمت= تعني:- 1. أنهيت وأكملت لهم هذه الخدمة. 2. الرسول كان سيختم علي وثيقة أمام شهود لأهل أورشليم بأنه سلمهم هذه الأموال، حتى لا يتشكك أحد في نزاهته. ويكون بعد ذلك قد أتم مسئوليته. هذا الثمر= هذه العطايا هي ثمار إيمان الأمم. هي إحدى ثمار برَّهُمْ الذي بالإيمان، ثمار محبتهم التي نالوها بالروح القدس. أسبانيا= بولس شعلة نشاط يريد أن يوصل الرسالة لكل العالم. آية (29): "وأنا اعلم أني إذا جئت إليكم سأجيء في ملء بركة إنجيل المسيح." بركة الإنجيل تشمل= ( كلمة بركة تشير لعطايا الله الحلوة للمؤمن ) التعرف علي شخص المسيح= فالإنجيل هو كلمة الله، والمسيح هو كلمة الله، فحينما نسمع كلمة الله المكتوبة في الإنجيل ونقرأها نكتشف شخص المسيح فنعرفه ونحبه وتملأ محبته القلب فيمتلئ القلب فرحاً عجيباً. ومن يحبه يحفظ وصيته ويسلك في الفضيلة، ويسكن عنده الآب والابن ( يو23:14). انفتاح الذهن= لفهم كلام الإنجيل، لأن المكتوب مكتوب بالروح، ولا يكشف معني المكتوب بالروح إلاّ ذهن مفتوح بالروح القدس (لو45:24) وحينما يصرخ الشماس عند قراءة الإنجيل "بركاته تكون مع جميعنا آمين" فهو صراخ أن ينسكب الروح فنفهم وندرك قوة الفداء والخلاص والتبني والمصالحة، وحب الله، فالإنجيل يحمل رسالة الخلاص. ومن يفهم يرتفع إيمانه ويتشدد رجاءه وتتقوي عزيمته علي مواجهة صعاب العالم. فاعلية الكلمة= الكتاب المقدس هو مرآة تكشف عيوبنا وخطايانا، وكلمة الله كسيف ذي حدين بها نولد من جديد ( عب4: 12+ 1بط1: 23 ) والمعني أن لها قوة علي بتر محبة الخطية داخل القلب فنكون كمن ولدنا من جديد بطبيعة جديدة. وهذا أهمية المداومة علي قراءة الكتاب المقدس. فالكلمة تحمل قوة الروح والحياة (يو63:6). هي تتفاعل مع الإنسان وتحرك ضميره فيكشف عيوبه وتبدأ الدينونة الذاتية، ويبدأ الروح القدس في التبكيت، ويذهب الإنسان ليعترف، الكلمة يكون لها سلطان علي النفس وتسود بقوتها وقداستها فيتغير الذهن ويتجدد ويتغير شكل الإنسان إلى صورة المسيح ليتوافق مع الحياة المدعو إليها. وبولس يؤكد لأهل رومية أنه حينما يأتي إليهم سينالوا جميعاً ملء بركة الإنجيل وينمو الجميع في الإيمان والفضيلة، وهذا يتفق مع ما قاله في (رو11:1) لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم". آية (30): "فأطلب إليكم أيها الاخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من أجلي إلى الله." محبة الروح= المحبة التي أثمرها الروح القدس في نفوسكم. أن تجاهدوا معي في الصلوات= الصلوات المتبادلة هي دليل المحبة. والمحبة دليل عمل الروح لذلك نحن نؤمن بالشفاعة، هم يصلون عنا ونحن نصلي عنهم. ولاحظ أن الرسول يصلي عنهم (1: 9،10+ 15: 33). وهنا يطلب صلواتهم. بربنا يسوع المسيح أطلب منكم بإسم المسيح. ولاحظ أن الرسول يعتبر أن الصلاة هي جهاد روحي= أن تجاهدوا. والصلاة بعضنا لبعض هي ما يسمي الشفاعة التوسلية. آية (31): "لكي أنقذ من الذين هم غير مؤمنين في اليهودية ولكي تكون خدمتي لأجل أورشليم مقبولة عند القديسين." لكي أنقذ= فالروح القدس أعلن له، ما سيحدث له في أورشليم وكانت زيارته هذه لأورشليم هي الزيارة الأخيرة حيث ألقوا القبض عليه فهو كان شاعراً بكل المخاطر المقدم عليها. لذلك طلب الصلاة لأجله. لكي تكون خدمتي مقبولة= كان الرسول خائفاً أن لا يكون مقبولاً عند القديسين مسيحيي أورشليم الذين هم يهوداً أصلاً بسبب تحرره من الناموس. آية (32): "حتى أجيء إليكم بفرح بإرادة الله وأستريح معكم." سيذهب إليهم في روما فرحاً إذا قبلوا خدمته في أورشليم. آية (33): "إله السلام معكم أجمعين آمين." كما طلب منهم أن يصلوا لأجله، هاهو يصلي لأجلهم ليكون بينهم سلام. كما يصلي الكاهن قائلاً إيريني باسي (السلام لكم) ويرد الشعب ولروحك أيضاً (كيطو بنيفما تي سو). | |
|
| |
maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 57419 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح السادس عشر الخميس مارس 31, 2011 12:01 am | |
| رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الأصحاح السادس عشر هذا الإصحاح به أسماء كثيرة يرسل لهم الرسول السلام أو يرسل منهم السلام لأهل روما. هذا الإصحاح يبدو كحامل أيقونات، كلهم قديسين أطلق عليهم الرسول ألقاب حلوة (أحباء/ أنسباء/ عاملون معنا في الرب/ التاعبة في الرعب) لكل شخص لقب محفور في قلب الرسول (لاحظ أهمية تشجيع الناس ومدحهم في إجتذابهم للكنيسة). ويمكن تشبيه هذه الصورة بلوحة الشرف في المدارس التي يوضع فيها صور وأسماء المتفوقين من الطلبة. فهؤلاء القديسين بحياتهم المملوءة نعمة أثبتوا أن ما علم به بولس في الرسالة ليس مجرد معلومات نظرية بل هي حياة يمكن أن يعيشها كل إنسان، بدليل أن هؤلاء القديسين عاشوها. هذا لتشجيع الناس في كل الأجيال أن المسيحية عقيدة تعاش وليست نظريات. بل أن النعمة التي حدثنا عنها تحول البشر إلى قديسين.
هذا الإصحاح هو صورة حية ومبهجة وفعّالة عن الحياة المسيحية في العصر الرسولي. في الإصحاحات السابقة ظهر بولس كرجل مقتدر في العلم والعقيدة، وهنا يظهر كرجل مقتدر في المحبة، فهذه السلامات تظهر محبته للجميع. وكثيراً ما نشعر أن الرسول سينهي رسالته بقوله آمين (33:15+ 20:16،24) لكنه يعود ليكمل حديثه كأنه لا يود من محبته أن ينهي الحديث معهم.
الآيات (1-15): "أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا. كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضاً. سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع. اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضاً جميع كنائس الأمم. وعلى الكنيسة التي في بيتهما سلموا على أبينتوس حبيبي الذي هو باكورة أخائية للمسيح. سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيراً. سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبي المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي. سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب. سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى أستاخيس حبيبي. سلموا على أبلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولوس. سلموا على هيروديون نسيبي سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب. سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب. سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي. سلموا على أسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم. سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم."
فيبي= هي التي حملت الرسالة إلى رومية من كورنثوس، لذلك يقدمها بولس لهم ليقبلوها حسناً. تقبلوها في الرب= أي كأنها قادمة باسم المسيح الذين هم فيه وهي فيه أيضاً. وهو يوصيهم بفيبي مع أنه لم يكن يخدمهم خدمة مباشرة ولكنها دالة ورباطات المحبة التي يشعر بها، فهو بمحبته الكبيرة لهم شعر أنه ليس غريباً عنهم بل صاحب دالة عليهم. وكما يهبهم حبه يطلب حبهم، هو واثق أنه كما يحبهم فهم أيضاً يحبونه. وقد تكون فيبي من أصل وثني لأن فيبوس إسم آلهة وثنية. ويبدو أن فيبي كانت غنية وذات مركز اجتماعي مرموق. وقد تكون مصالحها إستدعت وجودها في روما فهي تبحر لأجل التجارة، وفي رحلتها هذه حملت معها رسالة بولس الرسول إلى رومية. وقد أقيمت كشماسة للكنيسة التي في كنخريا (ميناء يبعد 9ميل شرق كورنثوس). وكان لها خدمتها الفعالة في الكنيسة. والرسول دعاها أخته، وهي أخته في المسيح. وهو يوصي مسيحيي روما بها وهي في غربتها. وكانت خدمتها التوزيع والضيافة وخدمة مرضى وغرباء. وربما كان المؤمنون يجتمعون في بيتها في كنخريا نظراً للإضطهاد في كورنثوس (أع12:18). كما كان أهل فيلبي يجتمعون خارج المدينة عند نهر (أع13:16). وبولس نراه هنا يعترف بجميلها. فالإعتراف بالجميل أقل شيء لرد الجميل. كما يحق للقديسين= أن تنال إستحقاق القديسين. أكيلا وبريسكلا= (أع2:18،18،26+ 1كو19:16+ 2تي19:4). هما يهوديان صانعي خيام، من نفس مهنة بولس فأقاما معاً. تركا روما كأمر كلوديوس قيصر سنة 49م. الذي طرد جميع اليهود من روما لكنهم عادوا ثانية. وكانا تاجرين غنيين وتقيين. ويبدو أن الزوجة كانت أكثر غيرة فذكرها الرسول أولاً. التقى بهما الرسول لأول مرة في كورنثوس وبقي معهما 18شهراً، وذهب معهما إلى أفسس، ثم رجعا هما إلى روما. وأينما وجدا فتحا بيتهما كنيسة للعبادة ولخدمة الغرباء (هل يمكن أن يكون بيت كل منا كنيسة أي بيت صلاة وتسبيح). وهما عَرَّضا حياتهما للخطر لأجل بولس (أع6:18-10+ 31:19،32) وخبآ الرسول (أع12:18،17). لذلك يقدم لهما الشكر. وهما اللذان بشرا أبلوس. أبينتوس= كلمة يونانية تعني مستحق للمديح، أول من قبل الإيمان في آسيا الصغرى على يد الرسول. وقد يكون من بيت إستفاناس (1كو15:16) ويدعوه حبيبي، وهي دعوة لرد الحب بالحب فيخدم الكنيسة بلا توقف. مريم= يبدو أن خدمتها كانت الضيافة في بيتها. فالمرأة وإن كانت لا تخدم خدمة الكلمة إلاّ أنها قادرة على جذب كثيرين. أندرونيكوس ويونياس= هما يهوديان قد يَمْتًّانْ بصلة قرابة للرسول أو قال نسيبيَّ لأنهما يهوديان مثله. إحتملا السجن معهُ في وقت غير معروف. يعتز بهما لأنهما عرفا المسيح قبله. ولهما دورهما الهام في الخدمة حتى صارا مشهورين بين الرسل بسبب خدمتهما. وكلمة رسل تعني أنهما كانا رسولين مشهورين وسط الرسل، فكان هناك رسل كثيرون يبشرون بالإنجيل وهم غير الرسل الإثنى عشر وقيل أنهما من السبعين رسولاً. روفس= يقال إنه ابن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب مع المسيح (مر21:15). وقد شهد لأم روفس أنها في محبتها للرسول وخدمتها له صارت كأماً له. ومرقس يذكره كشخصية معروفة في روما.
آية (16): "."سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة كنائس المسيح تسلم عليكم."
سلموا= "أسباذيستا" أي قبلوا. والكنيسة أخذت بتعليم بولس الرسول في قداساتها. وهي إعلان حالة شركة بالروح تحتم الصفح الكامل، هي عهد سلام في حضرة الله. وبعد أن عدد الرسول بعض الأسماء نجده يُعلن حب الكنيسة كلها بعضها لبعض. فالكنيسة في كل مكان تشعر أنها جسد واحد. والقبلة في الكنيسة بين الرجال والرجال وبين النساء والنساء قطعاً. (1كو20:16+ 1تس26:5+ 1بط14:5). والقبلة المقدسة ليست قبلة شهوانية ولا هي قبلة خائنة كقبلة يهوذا.
ملحوظات:
1. بولس عرف هؤلاء غالباً أثناء طردهم من روما على يد كلوديوس قيصر، إذ ذهبوا لليونان لكنهم عادوا إلى روما ثانية.
2. لا نجد في هذه الأسماء إسم بطرس مما يشكك في وجوده في روما ومع أن بولس يعترف أنه من الأعمدة (غل9:2) فلماذا لا يذكر إسمه؟!
الآيات (17-20): "وأطلب إليكم أيها الاخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم. لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء. لأن طاعتكم ذاعت إلى الجميع فافرح أنا بكم وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر.وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً نعمة ربنا يسوع المسيح معكم آمين."
في آية (16) يقول قبلوا بعضكم.. فما الذي يمنع هذه الوحدة والحب إلاّ الذين يصنعون الشقاقات والعثرات. وعلى الكنيسة أن تفرز أمثال هؤلاء لأنهم يدعون لبدع غريبة أي لتعاليم مخالفة لما تسلموها من الرسل، ومنهم المتهودين. وهؤلاء جسدانيون يخدمون بطونهم لا المسيح. فالإنشقاق هو سلاح الشيطان. ولكن إذا كان الجسد متحداً معاً فلا يقدر الشيطان أن يدخل. والشقاقات تأتي من إهتمام الناس وعبوديتهم لبطونهم أي لذواتهم وشهواتهم وللأهواء الأخرى (في19:3). شقاق= إنقسام أو خلاف. وهؤلاء بالكلام الطيب والأقوال الحسنة (هذه عكس القبلة المقدسة) وبكلماتهم المعسولة (التي هي عكس ما في باطنهم) يخدعون السلماء= أي البسطاء، سليمو النية، غير الدارسين وليس لديهم معرفة. ولا عجب فالشيطان يغير صورته لصورة ملاك (2كو13:11-15). لذلك يليق بنا أن نكون حكماء للخير= من يختار أن يعمل الخير فهو سيعيش في سلام على الأرض، وفي مجد في السماء، لذلك من يختار الخير حكيم. وتفهم أن يستخدم الإنسان حكمته لصنع الخير. والحكيم يستطيع أن يميز الأرواح فيكشف مسببي الشقاقات، لذلك طلب السيد المسيح منا أن نكون حكماء كالحيات (مت16:10) وهناك حكمة للشر، هؤلاء الذين بذكائهم يدبرون مكائد للآخرين.
بسطاء للشر= البسيط هو من له نظرة واحدة وهدف واحد. ومعنى بسطاء للشر أي يكون هدفه الوحيد مجد الله وأن يرى الناس أعماله الخيرة فيمجدوا الله، ويعرض عن الشر ويكرهه فهو لا يريد سوى مجد الله. البسيط للشر يكون طاهراً بلا ميل للشر، ولا يعرف أن يعمل شيئاً ضد الحق. ومن يبحث عن الخير ويبتعد عن الشر فسيفتح له الله عينيه ليكتشف الحق. ومن هو بسيط للشر، قال عنه السيد المسيح أنه سيكون نيراً فالمسيح النور سيسكن فيه إله السلام= الله أصبح في سلام معنا، متحدثاً بالسلام لنا، صانع سلام لنا. يسحق الشيطان. الآية (20) هي صلاة من الرسول لأجلهم لكي يهبهم الله النعمة الإلهية لخلاصهم من كل تجربة. هو يصلى لإله السلام أن يملأهم رجاءً من جهة الخلاص من هذه الشرور والشقاقات. والرسول لا يصلي لكي يحطم الله أصحاب الشقاقات، بل ليحطم الشيطان العامل فيهم. والله هو الذي يسحق الشيطان وليس بيد إنسان. وهذا ما حدث رمزياً في إنتصار يشوع ووضعه أقدامه على ملوك كنعان. ولكن من الذي له سلطان على الشيطان [1] الحكماء في الخير [2] البسطاء للشر [3] لهم طاعة لله= طاعتكم ذاعت وهذه الشروط سبق الرسول وذكرها.
سريعاً= الله له وقته المحدد الذي يتدخل فيه بحكمته ولا نعرفه نحن، فيه يبعد كل أصحاب الشقاقات وينجي كنيسته، هنا النصرة مؤقتة، ولكن في السماء النصرة نهائية. هنا يبدو وكأن المسيح نائم والمركب (الكنيسة) تصارع الأمواج (الحروب ضد الكنيسة). ولكن بكلمة واحدة سريعاً ما يهدأ كل شيء عندما يريد. نعمة ربنا يسوع= نعمة ربنا تحفظ الكنيسة من الشقاقات.
الآيات (21-24): "يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة أسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين."
هنا يُرسل بولس تحيات من معه لأهل روما. من تيموثاوس الإبن المحبوب للرسول، إبنه في الإيمان. وشريكه في العمل ورفيقه في كثير من الرحلات. ومن غايس= مضيف الرسول بل والكنيسة كلها. ربما لأنه حَوَّلَ بيته إلى مركز للعبادة كان يضيف المؤمنين فيه الذين هم غرباء عن كورنثوس. ولوكيوس= لعله لوكيوس القيرواني الذي كان متقدماً ومعروفاً في كنيسة إنطاكية (أع1:13). وياسون= كان معروفاً في كنيسة تسالونيكي حيث تألم من أجل إضافته لبولس (أع5:17،6). سوسيباترس= البيري (أع4:20) ويسميهم أنسبائي= قد يكونوا أقربائه فعلاً أو يقول هذا لأنهم من اليهود أصلاً.
آية (22): ترتيوس= كان ترتيوس يعمل نساخاً لبولس لأن بولس كان خطه رديئاً لا يمكن قراءته بسهولة لضعف عينيه لذلك يعتذر عن هذا لأهل غلاطية (11:6). وترتيوس في محبته بعد أن رأى محبة بولس لأهل رومية إستأذن بولس أن يكتب إسمه ليرُسل هو أيضاً السلام لأهل رومية.
أراستس= كان خازن المدينة، فكان رجلاً عظيماً يشغل مركزاً رئيسياً أو أمين للمال، ولم تمنعه كرامته أن يخدم بولس والكنيسة، وإقترن إسمه بتيموثاوس (أع22:19+ 2تي20:4). ولم يقلل من قيمة أراستس أن يكون كارزاً بإنجيل المسيح.
الآيات (25-27): "وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب إعلان السر الذي كان مكتوماً في الأزمنة الأزلية. ولكن ظهر الآن واعلم به جميع الأمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي لإطاعة الإيمان. لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين كتبت إلى أهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا."
ذكصولوجية الختام:
وللقادر= الواو لا تفيد العطف، بل هي نهاية وخاتمة للرسالة. وفي اليونانية أتت والآن. بمعنى ونحن في ختام الرسالة أترككم إلى الله القادر أن يثبتكم. إنجيلي= بشارتي المفرحة التي أعلنتها في هذه الرسالة.
وتأتي الآية (27) مكملة لها ويكون المعنى
وللقادر أن يثبتكم.. لله الحكيم وحده.. له المجد إلى الأبد آمين وهذه الذوكصولوجية (التسبحة) جاءت تحمل صدى ما جاء في الرسالة ككل. إذ عَبَّرَ فيها عن الحاجة إلى الله الذي يهب ليس فقط الإيمان بل يهبنا الثبوت فيه أيضاً. والسر= هو قبول الأمم لإطاعة الإيمان= وهي نفس العبارة التي إبتدأ بها الرسالة (5:1) فإنجيل بولس يتخلص في دعوة الأمم لإطاعة الإيمان. ونجد هنا.
[1] إن الله هو الذي يثبتنا في الإيمان. [2] خطة الله من نحونا (سرُّه) أزلية.
[3] الخطة سبق وتنبأ عنها الأنبياء في العهد القديم. [4] خطة الله هي طاعة جميع الأمم للإيمان.
والآية الأخيرة تفهم حينما تنقسم إلى قسمين:
1. كتبت إلى أهل رومية من كورنثوس (هذا جزء مستقل عن الباقي)
2. على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا (أي التي حملتها إلى روما) لأن الكاتب هو ترتيوس (آية22). | |
|
| |
| تفسيرالرسالة إلى أهل رومية | |
|