maro magdy Admin
عدد المساهمات : 1020 نقاط : 56079 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 34
| موضوع: خصائص النشاط العاطفي في سن المراهقة السبت فبراير 26, 2011 5:46 pm | |
| تختلف العواطف من شخص لآخر، فهناك من هم عاطفيون جدًا بطبيعتهم، أبسط المواقف تستثير عواطفهم، ومن المعروف أن البنات أكثر عاطفية من الأولاد· وهناك من هم أقل عاطفية، وربما عقلانيون أكثر· كذلك هناك الذين يعبّرون عن عواطفهم بطريقة ظاهرة إنفعالية فهُم لا يستطيعون التحكم فيها، وهناك الذين مع أنهم عاطفيون لكن تعبيرهم عن عواطفهم يتميز بالهدوء·
سواء هؤلاء أو أولئك فعواطف سن المراهقة تتميز بالانفعالية وعدم النضوج، وتكون غير مستقرة وغير متزنة، فهي تشبه موج البحر الذي تارة إلى أعلى وأخرى إلى أسفل·
غالبًا ما تحتل العواطف في كيان الإنسان الطبيعي، ولاسيما في سن المراهقة، مكانًا أكبر من كل شيء آخر· فالشاب أو الشابة، بسبب توتره وحيرته، يبحث عما يعود عليه بالسرور والمُتعة، ويثور إذا أُعيق عن ذلك· ولاسيما لأن الغرائز في هذه السن يكون صوتها عالِ وتستخدم العواطف·
كذلك تكون العواطف متغيرة فأحيانًا يكون الشاب سعيدًا هادئًا بلا سبب، وأحيانًا أخرى يكون متوترًا منقبضًا أيضًا بلا سبب، فدورته المزاجية تكون غير منظمة· أيضًا نجد العواطف الفياضة أحيانًا تنقلب بعدها مباشرة إلى عكسها· فأمنون الذي نقرأ أنه أحب ثامار أخته وأُحصِر للسقم من أجلها، نقرأ بعدها مباشرة أنه أبغضها جدًا (2صموئيل13: 2 ،15)· فكثير من مشاعر الفرح الفائض تنقلب إلى حزن، والمحبة المبالغ فيها إلى كراهية، لأنها ليست مشاعر عميقة الجذور، ولا مبنية على قناعة ذهنية؛ بل لخدمة دوافع شخصية·
عواطف هذه السن أيضًا غالبًا متطرفة بسبب عدم إستقرارها، فما يتحمس له الشاب ويؤيده ويفرح به ويحبه، يفعل ذلك بكل كيانه، وبعدها يمكن أن يبغض نفس الشيء بكل كيانه أيضًا·
العواطف والانفعال قد تعطي نتائج سريعة مبهرة، ولكنها قد تكون زائفة مثلما تكلم الرب في متى13 عن الذي وقع على الأرض المُحجرة أنه «نبت حالاً··· يسمع الكلمة وحالاً يقبلها بفرح» لكن لما جاءت الظروف، كشفت زيف هذه النتائج المبنية على العواطف فقط· وبالتالي العواطف يمكن أن تخدع بإيمان زائف، وأحيانًا بمستوى روحي زائف· فالعواطف التي تشتعل سريعًا غالبًا سطحية وتنطفئ سريعًا·
تحتاج العواطف دائمًا إلى الوقود الذي يديم إشعالها من الخارج، فالذي يفرح بشيء بعد فترة يخمد هذا الفرح ويحتاج إلى وقود جديد ليستمر فرحه بنفس الشيء لأن «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» (يوحنا4: 13)·
والاعتماد على العواطف وحدها، ولاسيما عند الأشخاص العاطفيون، يجعلهم يقلبون الأوضاع؛ فغالبًا ما يعتبرون أن ما يسرهم هو الصحيح، فعادتهم وإحساسهم هو الذي يحدِّد الخطأ والصواب· يختلف كثيرًا الأباء مع الأبناء على معاشرة أصدقاء بعينهم، أو الذهاب إلى أماكن معينة، أو الاطلاع على أشياء مُعينة؛ ولكن الأبناء يصرّون على أن ما يفعلون صحيح وذلك فقط لأنه يسعدهم، بينما المفروض أن الخطأ والصواب هو الذي يحدد السعادة وليس العكس· | |
|